
إن لم يكن للرسوم الجمركية إلا إفساد الحياة الاقتصادية، فكيف تحمي الدولة إنتاجها المحلي وتشجيع الصادرات؟ فالبضائع الصينية - مثلاً- غزت وأفسدت الإنتاج وعطلت الصناعات المحلية (ولو للاكتفاء الذاتي لا للتصدير) فالصين تقوم بتشجيع صادراتها من خلال معونات مالية غير التسهيلات التي تقدمها للصناعات. فلا تستطيع الدولة وقف الاستيراد لأكثر من اعتبار، فكيف لدولة أن تحمي الحياة الاقتصادية؟
ما حكم الضرائب و الرسوم الجمركية؟
رقم السؤال: 3778
تاريخ النشر: 22/7/2024
المشاهدات: 255
السؤال
إن لم يكن للرسوم الجمركية إلا إفساد الحياة الاقتصادية، فكيف تحمي الدولة إنتاجها المحلي وتشجيع الصادرات؟ فالبضائع الصينية - مثلاً- غزت وأفسدت الإنتاج وعطلت الصناعات المحلية (ولو للاكتفاء الذاتي لا للتصدير) فالصين تقوم بتشجيع صادراتها من خلال معونات مالية غير التسهيلات التي تقدمها للصناعات. فلا تستطيع الدولة وقف الاستيراد لأكثر من اعتبار، فكيف لدولة أن تحمي الحياة الاقتصادية؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد:
- فرض عمر رضي الله عنه المكوس عندما علم أن دولاً تفرض على تجار المسلمين مكوسًا عندما يمرون بأراضيها، ففرض ذلك كمعاملة بالمثل.
- والضرائب بكل أشكالها ترفع التكاليف وتزيد التضخم وتدفعه للأعلى دفعًا شديدًا، لذلك هي مؤذية، ويلاحظ أن:
- كل دولة تسارع بإنشاء مناطق حرة تتفاخر بها بأنه معفية من الضرائب.
- كل رئيس مرشح يعد ناخبيه بخفض الضرائب لما لها من أثر سيء.
- الاتحاد الأوربي فتح أسواقه دون عرقلة لانتقال السلع بإلغاء الضرائب الجمركية.
- منظمة التجارة العالمية تحد من هذه الضريبة وتسعى لمحاربتها، ولو ضمنًا من خلال منع الإعانات للمنتجين والمزارعين، وهذا خلاف نشأ بين فرنسا والولايات المتحدة، وبين تركيا ودول أوربية والولايات المتحدة.
- وللعلم فإن ابن تيمية قد سبق كل أولئك عندما شرح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أشار لأول سوق أقيم في المدينة: (هذا سوقُكم فلا يُنْتقَصن ولا يُضْرَبْن عليه خَراجٌ)، فشرح الانتقاص بعدم عرقلة انتقال البضائع والأشخاص والأموال .
- إذًا ، إجماع الممارسة بأنها الضرائب ومنها الجمركية مسيئة للحياة الاقتصادية، وشرعًا هي محرمة، قال صلى الله عليه وسلم في حديث المرأة الغامدية التي أقيم عليها الحد: (… لقد تابت توبةً لو تابها صاحبُ مُكسٍ لغُفِر له)، فتصور أن توبته تكون برجم فارض الضرائب ومُحصّلها حتى الموت، وفي ضعيف الترغيب: (لا يدخلُ صاحبَ مَكسٍ الجنَّةَ).
- أما كيف تحمي الدول إنتاجها المحلي؟ فيكون ذلك بزيادة البحث العلمي وبربط الجامعات بقضايا المجتمع وبتطبيق حماية الملكية الفكرية وتفعيل القانون والقضاء وتطبيق العدالة وما إلى ذلك مما يضمن للمنتج وللمبتكر حماية إنتاجه من السرقة.
- أما عن الصين فما فعلته غير مبرر، وحاليًا هي تعاني من دول كفيتنام وإيران والهند وغيرها والتي تسرق فكرها وابتكارها، فأنى للّص أن يشتكي من يسرقه وهو بالأصل سارق.
- والاقتصاد الإسلامي ينهى عن كل ذلك بما قدمه من أخلاق يجب على متبعيه الالتزام بها، فلا سرقة من مسلم ولا من غيره.
- والله تعالى أعلم.
لجنة الإفتاء في مجلّة الاقتصاد الإسلامي .
أسئلة مقترحة
وفي حادثة جابي الزكاة زمن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال للنبي: هذه لبيت المال وهذه أُهديت لي، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدى له أم لا)، ما حكم الهدية بعد إتمام العقد؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: في حادثة الصدقة، كان العامل ...
163
زبون لديه بطاريات مستهلكة، قمت بفكها من أحد المواقع، واستأذنت صاحب الشركة بتوزيعها على الموظفين. هل يحق لي أخذ عدد لا بأس به لأوزعه على المحتاجين بنية أن هذه الحصة من البطاريات لي كوني موظفا في الشركة وأني المسؤول عن هذا المشروع وصاحب العمل لم يحدد العدد المفروض توزيعه لكل موظف. وفي حال أنه لا يحل لي ذلك، هل يمكن لي شرائها بالكيلو كونها منتهية الصلاحية ودفع ثمنها للشركة وتوزيعها من قبلي للمحتاجين؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: أنت وكيل عن صاحب العمل ، وعليك الالتزام بالإذن المعطى لك. وأي خروج عنه يحتاج إذنا جديدا. ...
293
ألا يشترط تمليك الغارم مال الزكاة؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: يلزم الوكيل المُسدد للدين أن...
175
في تعاملاتنا مع الموردين نسدد لهم الحساب الدائن بعملة ثانية غير عملة الحساب (سداد ما في الذمة)، وأحيانا يتحول الحساب إلى مدين بدفعات أكبر، والحساب جارٍ بيننا. فهل هذا صحيح؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: يجوز السداد بعملة ثانية بع...
290

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة