الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• أما الفحص المهبلي فلا يوجب الغسل أصلاً...

• لكن بالنسبة لمسألة نقض الوضوء بالفحص المهبلي:

• فهذه المسألة يمكن تخريجها في حكم خروج شيء غير معتاد من أحد السبيلين فعند (الحنفية والشافعية والحنابلة) لو خرج شيء من أحد السبيلين وكان غير معتاد انتقض الوضوء, وقد صرح الحنابلة بأنه لو ادخل شيء في الفرج ثم خرج أن الوضوء ينتقض...

• قال ابن قدامة المقدسي في "المغني":

• (وإن قطر في إحليله دهناً، ثم عاد فخرج نقض الوضوء؛ لأنه خارج من السبيل، ولا يخلو من بلة نجسة تصحبه فينتقض بها الوضوء، كما لو خرجت منفردة. ولو احتشى قطناً في ذكره ثم خرج وعليه بلل، نقض الوضوء؛ لأنه لو خرج منفرداً لنقض، فكذلك إذا خرج مع غيره. فإن خرج ناشفاً، ففيه وجهان أحدهما، ينقض؛ لأنه خارج من السبيل، فأشبه سائر الخوارج, والثاني لا ينقض؛ لأنه ليس بين المثانة والجوف منفذ، فلا يكون خارجاً من الجوف..... وكذلك لو أدخل فيه ميلاً أو غيره، ثم أخرج نقض الوضوء؛ لأنه خارج من السبيل، فنقض، كسائر الخارج)اهـ

• وعلى هذا فإن إدخال الطبيبة أو الطبيب أيديهم أو المنظار ناقض لوضوء المرأة المفحوصة إذا خرج وعليه بلل فينتقض احتياطاً...وإن خرج من غير بلل فلا ينتقض الوضوء...

• انتقاض وضوء الطبيب:

• أما انتقاض وضوء الطبيبة بمس فرج الغير فيه خلاف الفقهاء أيضاً:

• فلو مست الطبيبة فرج المفحوصة بحائل لا ينتقض، لكن لو بغير حائل فيرى الشافعية والحنابلة أنه ينتقض, ويرى المالكية أنه لا ينتقض إلا إن كان بشهوة, وعلى أصول الحنفية لا ينتقض مطلقاً.....

• فوضوء الطبيبة لو أدخلت يدها بغير حائل لا ينتقض عند الحنفية وينتقض عند الجمهور لكن شرط المالكية الشهوة.....

• وأن تتوضأ الطبيبة أولى خروجاً من الخلاف...

• والكلام على الطبيبة في مس الفرج هو نفس الكلام على الطبيب لكن يضاف له مسألة وهي:

• هل مس الرجل للمرأة ينقض الوضوء؟

• فالحنفية على أنه لا ينتقض مطلقاً, ويرى الشافعية أنه ينتقض مطلقاً, ويرى المالكية أنه لو قصد الشهوة أو وجدها انتقض وضوءه وللحنابلة ثلاث روايات مثل المذاهب الثلاثة...

• وهذا في لمس الطبيب المريضة في غير الفرج أما في الفرج ففيه الخلاف المتقدم...

• والله تعالى أعلم.

الأستاذ: مهند الملا