
هل يجوز للمسلم أن يلعن الشيطان ويسبه؟
رقم السؤال: 2431
تاريخ النشر: 7/3/2024
المشاهدات: 284
السؤال
هل يجوز للمسلم لعن الشيطان وسبه؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
- هل يجوز لعن الظالم والفاسق والمفسد ؟
- الجواب:
- اللعن معناه الدعاء عليه باللعنة وهي الطرد من رحمة الله تعالى.
- وهي دعوة خطيرة؛ لا يجوز إطلاقها إلا على من استحق وإلا عادت اللعنة على صاحبها ولذا فصّل العلماء فيها تفصيلا خلاصته :
- جواز اللعنة على مقطوع بكفره ومعاداته للإسلام كفرعون وأبي جهل وأمثالهم.
- جواز اللعنة العامة بلا تعيين كقولنا : لعنة الله على الظالمين وأمثالها.
- لعن الفاسق الظالم باسمه وباسم أبيه مختلف في جوازه ويسمى اللعن المعين لمن هو من أهل الإسلام ولو كان انتسابه ظاهرا ويدخل فيه جميع أهل البدع.
- فاختلف فيه الفقهاء :
- فمنهم منع منه مطلقا
- ومنهم من أباحه مطلقا
- وكلاهما بعيد. والمختار جواز لعنه بشروط :
- - أن يكون فاسقا ظالما مجاهرا بفسقه وظلمه وخاصة إذا دعا للفسق والفجور والضلالة.
- أما إن لم يجاهر ويستعلن فلا يجوز لما فيه من إعانة الشيطان عليه؛ وتنفيره بحيث يزداد سوءا وفسقا.
- - ألا يترتب على لعنه مفسدة كبلوغ اللعنة إليه وزيادة سوءه وبطشه.
- - ألا يُتخذ ذلك شعارا يدعو إليه كما تفعل الرافضة.
- والذي يرتاح له القلب؛ ويوافق روح الشريعة وقيمها العليا؛ *ترك اللعن مطلقا* ؛ لأن هناك فرق بين الجواز وهو مختلف فيه وبين الاستحباب وهو متفق عليه.
- فعدم اللعن شيمة الأنبياء والمرسلين صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين في الأغلب ؛ وكذا من سار على نهجهم من الأبرار المتقين.
- ونضرب مثلا بأول ملعون وهو إبليس؛ لو أننا تركنا لعنته وهي مقطوع بها هل سنحاسب عليها؟
- ثم أيهما أفضل الاستعاذة من شره أم لعنته؟
- وقد ورد في بعض الأخبار أنه يفرح عندما يُلعن؛ وكذا حزبه وأتباعه من شياطين الإنس؛ فماذا علينا لو تركنا اللعن بالمرة؛ واستبدلناه بالدعاء أن يكف الله تعالى عنا شرهم؛ ولا يسلطهم علينا؟!
- فهذا المسلك أقرب وأحب وأكيس وأحكم والله تعالى أعلم.
- والدليل على هذا المسلك كثير من النصوص :
1- ما رواه البخاري رحمه الله تعالى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم : أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلانًا وَفُلانًا وَفُلانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) .
2- ما رواه البخاري ( رحمه الله تعالى رحمة واسعة ) عن عمر رضي الله عنه وعنا به أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله ، وكان يلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، قال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( *لا تلعنوه ، فو الله ما علمت ، إلا أنه يحب الله ورسوله* ) .
- خلاصة الكلام:
- ما قاله ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى في "فتاويه" : " واللعنة تجوز مطلقا لمن لعنه الله ورسوله ، وأما لعنة المعين فإن علم أنه مات كافرا جازت لعنته ، وأما الفاسق المعين لاتنبغي لعنته لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يلعن عبد الله بن حمار الذي كان يشرب الخمر ، مع أنه قد لعن شارب الخمر عموما ، مع أن في لعنة المعين( باسمه واسم أبيه) إذا كان فاسقا أو داعيا إلى بدعة نزاعاً " اهـ "
- والله تعالى أعلم.
الأستاذ: محمود النعمة
أسئلة مقترحة
هل يجوز أن أزيد على وردي اليومي الرقية الشرعية بنية منفعة شخصية؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً و سهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: الأجر لا ينقص ولو بنية ال...
272
هل تعتبر العادة السرية من أنواع الزنا وهل عليها عقوبة في الآخرة؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: أولاً: من الخطأ تسمية هذا الفعل بالعادة السرية , لأنها ليست بعادة هي أمر مخالف لل...
536
هل يحاسب الله، المرء على ما يجول بخاطره؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: لا يحاسب المرء على ما يجول في خاطره مالم يفعل أو يتكلم... والدليل ما رواه الشيخان عن ...
378
أريد السؤال عن صلة الرحم، أعمامي وعماتي علاقتنا فيهم ضعيفة جدا جدا، حتى أنني تعرفت عليهم من جديد، فكيف لي أن أحقق صلة الرحم؛ حتى لا أكون قاطعة للرحم، فهل نيتي هذه تكفي؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: بالنسبة ل أعمامك أنت وأخواتك من أرحامهم، و الواجب عليهم صلتكم. و عماتك نفس الحكم . ل...
264

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة