الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• جاء في الحديث: (أما شعرت أن عمَّ الرجل صنو أبيه؟)

• والصنو: أي مثله ونظيره يعني أنهما من أصل واحد يقال لنخلتين طلعتا من عرق واحد صنوان.

• فعلى كل حال العم في مقام الأب فحتى لو قسى أو جفى, عليكِ أن تبريه وتصليه فهو صلتك بأبيكِ وهو من البر المتبقي لك لوالدك بعد موته, فمن البر المتبقي وصل أهل الود الذي يحبهم الميت....

• فإن قلت قد آذانا فتكونين أنت بصلتك به وسؤالك عنه قد رفعتي العهدة عن نفسك بعدم قطع الرحم وقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)...

• ومعنى الملُّ: هو الرماد الحار أي كأنما تطعمهموه...

• وليس وصل الرحم هو على من يصل من وصله, إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها كما في الحديث: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)

• وبالتالي إن لم يكن هناك سبب ديني لهجرانه فلا يجوز قطع الرحم, وتتحقق صلة الرحم ولو باتصال وسؤال عن أحوله خروجاً من الإثم...

• أصلح الله الحال...

• والله تعالى أعلم.

الأستاذ: مهند الملا