الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• الصلاة صحيحة، لأن الوضوء يكون فرضاً وواجباً ومندوباً .

• ويكون مندوباً لواحد من الأمور التالية : ومنها لمراعاة اختلاف المذاهب كوضوء الحنفي من مس امرأة أجنبية مراعاة للشافعي ، ووضوء الشافعي من خروج الدم وسيلانه مراعاة للحنفي ، فإذن يندب المراعاة بين المذاهب و لا يفترض أو يجب ، أما لو كان يفترض أو يجب لما صحت صلاة أحدهما وراء الآخر ، والخروج من الخلاف سنة الأحناف .

• والإنسان يأخذ دائماً بالأحوط ، يعني الترتيب ركن عند الشافعي ،سنة عند الحنفي ، ولا أعلم أني مرة غسلت يدي قبل وجهي ، وماذا تقصد بوضوء حنفي ؟. لم تأتي بالترتيب أم لم تنوي أم أنك لمست زوجتك ثم صليت ؟. لا أظن أن شافعياً إذا قام للوضوء يمسح شعرة واحدة من رأسه .

• قال الشافعية : الوضوء والغسل عبادة كسائر العبادات من صلاة وصيام وزكاة فلا يصحان إلا بالنية .

• وعليه إذا سبح الجنب أو المحدث أو اغتسل أو غسل أعضاء الوضوء للنظافة والتبريد لا غير فإنه لا يعتبر عندهم مغتسلاً ولا متوضئاً ،لأنه لم يقصد الوضوء أو الغسل .

• وقال الحنفية: الوضوء أو الغسل ليس عبادة في حد ذاته، وإنما هو وسيلة إلى العبادة ، فكما أن إزالة النجاسة وستر العورة من شروط الصلاة، وكذلك الغسل والوضوء من شروط الصلاة، وكما أنه لا تشترط النية عند إزالة النجاسة أو ستر العورة - باتفاق الأئمة - كذلك لا تشترط النية عند الغسل أو الوضوء .

• وعليه : إذا سبح الجنب أو المحدث أو اغتسل أو غسل أعضاء الوضوء للتسلية أو النظافة ولم يتبادر إلى ذهنه معنى الوضوء أو الغسل: صح منه وطهر ، من الحدث لأن معنى الطهارة الوارد في قوله تعالى( ولكن يريد ليطهركم ) قد حصل - كما يقول الكاساني - بإصابة الماء هذه الأعضاء ، ولكن لا يثبت له الأجر فيه لأنه لم يقصد إليه فلا يحصل فيه معنى العبادة ، وهو الاستجابة لأمره تعالى .

• والله تعالى أعلم.

الشيخ: حسن عسلية مبروكة