الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• الأدلة العقلية متوافرة على أن جاحد أصل حجية الإجماع يكفر، دون جاحد آحاد الإجماعات إلا ما قطع المنكر بصحتها .. فإن جحد أصل وقوع آحاده أو أنكر ثبوتها عنده نقلاً، فيفسق ولا يكفر.

• كأن منكر أصل الحجية؛ أو منكر ما تحقق لديه أنه إجماع يقول: إنّ الله جمع هذه الأمة على الضلالة.

• ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب.

• فهل يُعقَل أن يترك الله المؤمنين كلّهم على ضلالة، وأن يجمعهم على الباطل؟!

• وكيف ينتقل الدين من جيل إلى جيل إن اجتمع جيل كامل على الباطل؟

• أما دليل ذلك في القرآن فقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصلِه جهنّم وساءت مصيرا).

• فسبيل المؤمنين إذا كان واحداً لم تجز مخالفته .. وقد أوغد الله مرتكبه بما يشبه وعيده للكافرين .. فدلّ ذلك على كفره.

• وظنيّة دلالة الألفاظ مع توافر القرائن على صحتها ترفع إجمال الأمر إلى ما يشبه طمأنينة القطع.

• فيحكم بكفر منكر أصل حجيته .. ولا يكفر منكر آحاد الإجماعات.

• والله تعالى أعلم.

الشيخ: محمد أيمن الجمال