
هل كل زيادة ربا؟
رقم السؤال: 1818
تاريخ النشر: 7/1/2024
المشاهدات: 332
السؤال
مكن توضيح على إجابة المسألة ٤١٩، ألا يمكن اعتبار ذلك ربا لأنه زيادة على المال؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
- ليست كل زيادة ربا.
- الربا هي مال بمال مع زيادة في أبسط تعاريفها، ويكون ذلك في مجلس العقد ومثاله: أعطني (١٠٠٠) دولار الآن وأعيدها لك بعد شهر (١١٠٠) دولار، فالمائة هي ربا محرم.
- أما إذا كانت الزيادة في مجلس السداد دون شرط مسبّق ودون غمز ولمز، ودون عادة، فهي زيادة محمودة، بل فاعلها أحسن الناس، اسمع للحديث الصحيح: (أنَّ رَجُلًا تَقَاضَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأغْلَظَ له فَهَمَّ به أصْحَابُهُ، فَقالَ: دَعُوهُ، فإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا، واشْتَرُوا له بَعِيرًا فأعْطُوهُ إيَّاهُ وقالوا: لا نَجِدُ إلَّا أفْضَلَ مِن سِنِّهِ، قالَ: اشْتَرُوهُ، فأعْطُوهُ إيَّاهُ، فإنَّ خَيْرَكُمْ أحْسَنُكُمْ قَضَاءً).
هذا عموماً
- أما عن المسألة التي أشرت إليها فالزيادة فيها كانت في مجلس العقد حيث أصاب الدائن ضررا بسبب مَطل المدين لإنخفاض القيمة الشرائية للنقود التي بينهما.
- فإن كان المدين مماطلا وهو غني فقد ظلم الدائن لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ)، وإن معسرا فقط فقد ذكرنا في الجواب قول الله تعالى ليصبر عليه حتى يوسر: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة: ٢٨٠)، وإن كان معسرا وفقيرا فقد أوضحنا له كيف له أن يتصدق إن كان المدين معسرا وفقيرا.
- حقيقة الأمر، الإسلام ليس معقدا من كل زيادة، وليس لديه ضغينة ضد كل نسبة مئوية، وليس عنده انحياز لجانب دون آخر، بل هو جاء لنشر العدل بين الناس، وما سبق دليل ذلك.
- وهنا تبرز عظمة هذا التشريع الاقتصادي الفذ، وقد ثبت خلال الأزمات التي مرت مناعته وملاءته وقدرته فأنّى للمتحاملين عليه نقده؟ أو عدم تطبيقه؟
- إنه التشريع الكامل، وهذه شهادة الحق سبحانه وتعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المائدة: ٣) هذه الآية التي تمناها اليهود أن تكون نزلت عليهم ولو كان ذلك لاتخذوها عيدا يحتفلون به: قالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لِعُمَرَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لو أنَّ عليْنا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا [المائدة: ٣]، لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا، فقالَ عُمَرُ: إنِّي لَأَعْلَمُ أيَّ يَومٍ نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ، نَزَلَتْ يَومَ عَرَفَةَ، في يَومِ جُمُعَةٍ.
- وانظروا لعِقب الآية ونهايتها: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ ، فالمضطر عند الحاجة الشديدة وغير متعمد لارتكاب الإثم، ولم يجد حلا، فإن مغفرة الله شاملة، ورحمته واسعة.
مجلة الاقتصاد الإسلامي
أسئلة مقترحة
ما صحة القول: بأن الزوجة إذا ولدت أنثى، فهذا يدل على صلاحها؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: ما ورد في الحديث : إن من يمن المرأة وبركتها ابتكارها بالأنثى قبل الذكر. وهو حديث ضعيف. و...
264
هل يجوز وضع الرموش الاصطناعية والعدسات في الحفلات بدون نية الغش؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: ذهب جمع من المعاصرين إلى حرمة وضع الرموش الصناعية قياساً على حرمة الوصل لشعر الرأس بجامع ال...
335
نحن لاجؤون في مخيمات لبنان، ونعيش في منطقة فيها أكثر من 150 مخيم ،وفي بعض هذه المخيمات تم إنشاء مصليات للصلوات الخمس، وفي هذه المصليات نصلي صلاة الجمعة علما يتجاوز عدد المصليين أكثر من 40 مصلي، من فترة قام أحد المشايخ ومشهود له بالعلم، وقال جميع الصلوات التي صليناها ضمن المخيمات غير مقبولة، ويجب أن يتواجد 40 مصلي من أهل المنطقة أي المقيمين وليس من اللاجئين أفيدونا بارك الله بكم.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: عند الحنفية يجوز أن يخطب أحدهم ويصلي بهم الجمعة ركعتين إن كانوا أربعة مع الإمام فصاعدا. بش...
259
هل الفحص الطبي النسائي يفطر في رمضان؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: اختلف المعاصرون في الفحص الطبي النسائي تبعاً لاختلاف الفقهاء في حكم ما يصل للفرج هل يفسد ال...
410

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة

