ماحكم قاتل العمد عند الله؟
رقم السؤال: 670
تاريخ النشر: 16/12/2023
المشاهدات: 76
السؤال
هل القاتل عمداً يخلد في النار؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
- قَتْلُ المُؤْمِنِ عَمْدَاً وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ وَمَعْصِيَةٌ مِنْ أَعْظَمِ المَعَاصِي، وَلَكِنَّ الدَّلَائِلَ مُتَضَافِرَةٌ عَلَى أَنَّ قَاتِلَ العَمْدِ إِنْ تَابَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَخْلُدُ في النَّارِ.
- وَمِنْ شُرُوطِ التَّوْبَةِ تَمْكِينُ نَفْسِهِ للقَضَاءِ بِإِقَامَةِ حَدِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، أَو بِعَفْوِ الوَرَثَةِ عَنْهُ.
- وَاللهُ تعالى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ، وَلَو كَانَتِ المَعْصِيَةُ كَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً﴾.
- وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهَاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامَاً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانَاً *
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلَاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾.
- فَإِذَا تَابَ قَاتِلُ العَمْدِ إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً، وَكَمَا قُلْنَا مَكَّنَ نَفْسَهُ للقِصَاصِ، أَو حَصَلَ عَلَى العَفْوِ بِالمُصَالَحَةِ مَعَ وَرَثَةِ المَقْتُولِ، وَأَكْثَرَ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَالمَرْجُوُّ مِنَ اللهِ تعالى أَنْ يُبَدِّلَ اللهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، وَهَذَا مَا عَلَيْهِ جُمْهُورُ الأُمَّةِ.
- وَأَمَّا قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيمَاً﴾، فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى المُكْثِ الطَّوِيلِ في نَارِ جَهَنَّمَ وَالعِيَاذُ بِالِله تعالى، أَو هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنِ اسْتَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللهُ تعالى أَلَا وَهُوَ القَتْلُ بِغَيْرِ حَقٍّ، لِأَنَّ اسْتِحْلَالَ الحَرَامِ كُفْرٌ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى.
- وَهُنَاكَ فَارِقٌ بَيْنَ ارْتِكَابِ الكَبِيرَةِ مَعَ الاعْتِقَادِ بِحُرْمَتِهَا، وَبَيْنَ ارْتِكَابِهَا مَعَ الاعْتِقَادِ بِحِلِّهَا وَالعِيَاذُ بِاللهِ، فَإِنِ ارْتَكَبَ جَرِيمَةَ القَتْلِ مَعَ الاعْتِقَادِ بِحِلِّ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ وَالعِيَاذُ بِاللهِ، وَإِلَّا فَهُوَ فَاسِقٌ، وَلَا يَكُونُ مِنَ الخَالِدِينَ في النَّارِ.
الشيخ أحمد شريف النعسان
أسئلة مقترحة
متى ينتهي وقتُ التكبيرِ لعيدِ الفِطر ؟؟
الجواب
التَّكبيرُ في عِيدِ الفِطرِ (يَنقضِي بصلاةِ العيدِ) نصَّ على ذلِكَ المالِكيَّةُ ، وهو مَذهبُ الشافعيَّة على الأصحِّ ، وهو روايةٌ عن أحمد الشيخ عبد الهادي الخرسة
(طه) هل هو من أسماءِ النبيِّ ﷺ أم لا ؟؟ عِلما أنهُ يَكثرُ ذكرُهُ في القصائدِ و المدائِح
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: الأكثرونَ مِنَ العُلماءِ على أنَّهُ ليسَ مِن أسمائِهِ ﷺ قالَ ا...
أقرأ دائماً بأن الموسوس يرخص له أن يأخذ بأيسر الأقوال الفقهية، ولكن لم أجد دليلاً يجيز ذلك، واستشكل علي الأمر. وأخاف أن أعتاد الأخذ بالرخص كما حدث سابقاً بعد أن شفيت من الوساوس، فأريد أن أعرف الدليل الذي يجيز الرخصة، وكيف لي أن أتفادى تتبع الرخص بعد الوسواس؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: في الحديث المتّفق عليه أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم شُكِي إليه ...
106
ما حكم الصلاة بالقميص الشيال ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: جائزة ولكنها خلاف الأفضل والأكمل قَالَ العلماء: الإمام مَالِك وَأَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَالْ...
الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة