
ما حكم التلفيق بين المذاهب بشكل دائم؟
رقم السؤال: 1445
تاريخ النشر: 3/1/2024
المشاهدات: 167
السؤال
ما حكم التلفيق بين المذاهب بشكل دائم؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
- قال الدكتور وهبة الزحيلي رحمه الله تعالى في الفقه الإسلامي وأدلته:
- ( التلفيق هو الإتيان بكيفية لا يقول بها المجتهد. ومعناه أن يترتب على العمل بتقليد المذاهب، والأخذ في مسألة واحدة بقولين أو أكثر, وجواز التلفيق مبني على أنه لا يجب التزام مذهب معين في جميع المسائل، فمن لم يكن ملتزماً مذهباً معيناً، جاز له التلفيق، وإلا أدى الأمر إلى بطلان عبادات العوام، لأن العامي لا مذهب له ولو تمذهب به، ومذهبه في كل قضية هو مذهب من أفتاه بها. كما أن القول بجواز التلفيق يعتبر من باب التيسير على الناس.
- وتقليد إمام في جزئية أو مسألة لا يمنع من تقليد إمام آخر في مسألة أخرى، ولا يقال: إن المقلد وصل إلى حقيقة لم يقل بها كلا الإمامين، وإنما يعد ذلك من قبيل تداخل أقوال المفتين (أي المجتهدين) بعضها في بعض في عمل المستفتي تداخلاً غير مقصود.....)
- ثم ذكر د. وهبة الزحيلي أقوال علماء المذاهب في إباحة التلفيق فقال:
- (الحنفية: قال الكمال بن الهمام وتلميذه ابن أمير الحاج في التحرير وشرحه: إن المقلد له أن يقلد من شاء، وإن أخذ العامي في كل مسألة بقول مجتهد أخف عليه لا أدري ما يمنعه من النقل أو العقل، وكون الإنسان يتتبع ما هو الأخف عليه من قول مجتهد مسوغ له الاجتهاد، ما علمت من الشرائع ذمه عليه، وكان صلّى الله عليه وسلم يحب ما خفف عن أمته.
- وجاء في تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين ما يفيد أن في منية المفتي ما يفيد جواز الحكم المركب، وأن القاضي الطرسوسي مشى على الجواز. وأفتى مفتي الروم أبو السعود العمادي.
- المالكية: الأصح والمرجح عند المتأخرين من فقهاء المالكية هو جواز التلفيق، فقد صحح الجواز ابن عرفة المالكي في حاشيته على الشرح الكبير للدردير، وأفتى العلامة العدوي بالجواز، ورجح الدسوقي الجواز، ونقل الأمير الكبير عن شيوخه أن الصحيح جواز التلفيق وهو فسحة.
- الشافعية: منع بعضهم كل صور التلفيق، واقتصر بعضهم الآخر على حظر حالات التلفيق الممنوعة ( كاتباع الرخص عمداً من غير حاجة)، وأجاز آخرون التلفيق إذا جمعت في المسألة شروط المذاهب المقلدة. الحنابلة: نقل الطرسوسي أن القضاة الحنابلة نفذوا الأحكام الصادرة بالتلفيق.
- ينظر الفقه الإسلامي وأدلته (1/107 وما بعدها) باختصار.
- والخلاصة:
- أن التلفيق جائز بشرط أن لا يتتبع المسلم الرخص عمداً بأن يأخذ الإنسان من كل مذهب ما هو الأخف عليه بدون ضرورة ولا عذر. وهذا محظور سداً لذرائع الفساد بالانحلال من التكاليف الشرعية....
- والله تعالى أعلم.
الأستاذ: مهند الملا
أسئلة مقترحة
كثير من النساء يصلين الجمعة، خلف جهاز الراديو أو التلفزيون، فهل تصح هذه الصلاة، وإن كانت لا تصح هل يجب على المرأة التي فعلت ذلك أن تقضي تلك الصلوات؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: لَا تَصِحُّ صَلَاةُ الجُمُعَةِ بِدُونِ إِمَامٍ وَلَا خُطْبَةٍ، وَلَا يَكْفِي سَمَاعُ الخُطْبَةِ...
150
ما حكمُ تلقينِ المَيِّتِ بعدَ الدَّفن ؟؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: • تلقين الميت بعد الدفن سنة نبوية شريفة فعن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله ﷺ ف...
154
ما حكم الإفرازات المهبلية البيضاء التي تنزل بغير شهوة ولا شيء؟ وهل يجب الوضوء وتغير الملابس لأنها أحيانا تنزل أثناء الصلاة؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: أولاً : ما يخرج من المرأة من غير شهوة يسمى رطوبة الفرج ورطوبة فرج المرأة ماء أبيض مت...
327
هل الأقارب من الدرجة الثانية تستحق زكاة الفطر ؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: كل فقير يستحق زكاة الفطر إلا الأصول والفروع والزوجية ... والله ...
100

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة