الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• أسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته كل شيء بقدر الله تعالى...

• لا شك أن السحر موجود وهو مذكور في القرآن والسنة والنبوية وغيرها....

• لكن للأسف التهويل الحاصل هو غير صحيح فهو مرض من الأمراض الروحية وله دواء بإذن الله تعالى كما في الحديث: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)

• والتداوي يكون بالقرآن وما صح من التحصينات النبوية وما استعمله بعض الصحابة في الرقية والرقاة الملتزمون وغيرهم مما وجد له نفع وتأثير جيد...

• والسؤال هل للسحر تأثير مادي؟؟ بمعنى يمكن أن يعطل جسداً أو يقتله؟؟؟ أو انه يقتصر على مرض الروح؟؟؟

• اختلف العلماء في حقيقة السحر:

• فذهب المعتزلة وأبو بكر الرازي الحنفي المعروف بالجصاص، وأبو جعفر الإستراباذي والبغوي من الشافعية، إلى إنكار جميع أنواع السحر وأنه في الحقيقة تخييل من الساحر على من يراه، وإيهام له بما هو خلاف الواقع، وأن السحر لا يضر إلا أن يستعمل الساحر سما أو دخاناً يصل إلى بدن المسحور فيؤذيه.

• ونقل مثل هذا عن الحنفية، وأن الساحر لا يستطيع بسحره قلب حقائق الأشياء، فلا يمكنه قلب العصا حية، ولا قلب الإنسان حماراً.

• واستدلوا بأدلة منها:

1- {فلما ألقوا سحروا أعين الناس} يعني موهوا عليهم حتى ظنوا أن حبالهم وعصيهم تسعى.

2- {فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} فأخبر أن ما ظنوه سعيا منها لم يكن سعيا وإنما كان تخييلا.

• وذهب جمهور أهل السنة إلى أن السحر قسمان:

• القسم الأول:

• قسم هو حيل ومخرقة وتهويل وشعوذة، وإيهام ليس له حقائق، أو له حقائق لكن لطف مأخذها، ولو كشف أمرها لعلم أنها أفعال معتادة يمكن لمن عرف وجهها أن يفعل مثلها.

• ومن جملتها ما ينبني على معرفة خواص المواد والحيل الهندسية ونحوها، ولا يمنعه ذلك عن أن يكون داخلا في مسمى السحر، كما قال تعالى: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم} وهذا ما لم يكن خفاء وجهه ضعيفاً فلا يسمى سحراً اصطلاحا، وقد يسمى سحراً لغة، كما قالوا: (سحرت الصبي) بمعنى خدعته.

• القسم الثاني:

• ما له حقيقة ووجود وتأثير في الأبدان. فقد ذهبوا إلى إثبات هذا القسم من حيث الجملة. وهو مذهب الحنفية على ما نقله ابن الهمام، والشافعية والحنابلة.

• واستدل القائلون بتأثير السحر وإحداثه المرض والضرر ونحو ذلك بأدلة:

• منها قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد}

• والنفاثات في العقد: هن السواحر من النساء، فلما أمر بالاستعاذة من شرهن علم أن لهن تأثيراً وضرراً.

• ومنها قوله تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} .

• ومنها ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى أنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ولذلك قصة معروفة في الصحيح.

• باختصار من الموسوعة الفقهية الكويتية...

• والخلاصة وخلال ما عاينته:

• أن السحر هو مرض روحي محض يؤثر في الروح بداية فإن لم يعالج بالرقية والأذكار واتلاف الأوفاق والحجب سيؤثر على الجسد لأن الروح هي محرك الجسد فإن مرضت الروح لا شك في أن الجسد سيشتكي....

• لكن هل يصل للموت؟؟؟ الله أعلم بذلك لا أدري لكن كما قلت إن لم تُداوى الروح سيتأثر الجسد...

• لكن السحر ليس بتلك السهولة وليس كل أحد بقادر على فعله ولا كل مصيبة ترجع للسحر فإن تأخرت فتاة بالزواج قلنا سحر وإن اشتجر زوجان قلنا سحر, وإن تغير مزاج قلنا سحر, ليس بهذا التهويل السحر أمر ليس بالهين ولا يجيده كل أحد....

• هناك عوامل وأمور أخرى, المهم أن نحافظ على التحصينات النبوية والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين...

• والله تعالى أعلم.

• الأستاذ: مهند الملا