في الآية {وإنَّ لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه} اتصلَ بكلمة (بطونه) ضميرُ المُذكَّر فإلى أينَ يعودُ في الآية ؟
أين يرجع الضمير في كلمة {بطونه} في سورة النحل ؟
رقم السؤال: 72
تاريخ النشر: 29/11/2023
المشاهدات: 74
السؤال
في الآية {وإنَّ لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه} اتصلَ بكلمة (بطونه) ضميرُ المُذكَّر فإلى أينَ يعودُ في الآية ؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد:
- قالَ أهلُ التفسير:
- إنَّ ضميرَ التذكيرِ راجعٌ إلى (مَعنَى لفظِ الجَمع)
- وضميرُ التأنيثِ راجعٌ إلى (مَعنَى الجماعة)
- فذِكْرُهُ في الآيةِ أولى باعتبارِ أنَّ لفظَ الأنعامِ (اسمُ جَمع) ، وهُوَ لفظٌ مُفرَد ، فعادَ عليهِ ضميرُ المُفرَدِ المُذَكَّر ، وأنَّثَهُ في الآيةِ الثانيةِ باعتبارِ (لفظِ الجماعة) فالنَّحلُ (اسمُ جنس) يُذكَّرُ ويُؤنَّثُ على قاعدةِ (أسماءِ الأجناس)
- قالَ ابنُ عاشور في (التحريرِ والتنوير) : وإفرادُ ضميرِ الأنعامِ في قولِهِ تعالى : (مِمَّا فِي بُطُونِهِ) النحل : (66) مراعاةٌ لِكَونِ لَفظِ الأنعامِ مُفرداً لأنَّ (اسمَ الجَمعِ) لفظٌ مُفرَد ، إذ هُوَ ليسَ مِن صِيَغِ الجُمُوع ، فقد (يُراعى اللفظُ) فيَأتي ضميرُهُ مُفرَداً ، وقد (يُراعى مَعناهُ) فيُعامَلُ مُعاملةَ الجُمُوعِ
- كما قالَ في آيةِ سُورَةِ المؤمنين : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا)
المؤمنون : (21)
- وقالَ القُرطُبِيُّ : استنبَطَ بعضُ العُلماءِ مِن عَودِ الضميرِ في الآيةِ الأولى أنَّ لبَنَ الفَحلِ يُفيدُ التحريم ،
- وقال : إنما جِيءَ بهِ مُذكَّرا ، لأنَّهُ راجعٌ إلى ذَكَرَ النَّعَمِ ، لأنَّ اللبَنَ للذَّكَرِ مَحسُوب ،
- ولذلِكَ قضى النبيُّ ﷺ بأنَّ لَبَنَ الفَحلِ يَحرُم
- والحاصلُ:
- أنَّ التذكيرَ في الآيةِ الأولى (لِمُراعاةِ جَانِبَ اللفظ) فإنَّهُ اسمُ جَمع ، وهُوَ كثيرٌ في اللُّغةِ والقرآن قال تعالى : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ)
البقرة : (74)
- وأنَّ التأنيثَ في الثانيةِ باعتبارِ (لفظِ الجماعة) فالنَّحلُ (اسمُ جنس) يُذكَّرُ ويُؤنَّثُ ، على قاعدةِ (أسماءِ الأجناس) فالتأنيثُ فيها ، (لغة الحجاز)
والتذكيرُ لغةُ غيرهم
عبد الهادي الخرسة
أسئلة مقترحة
في الآيةِ الكريمةِ {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} وعيدٌ مِن اللهِ تعالى بالعذابِ لكفارِ قريشٍ إذا لم يُؤمِنُوا، وهُم لم يؤمنوا و لم يُصعَقوا .. فما بيانُ ذلِك ؟؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: رفَعَ اللهُ عنهُمُ العذابَ بسبب...
بسورة القدر قال تعالى : {إنَّا أنزلناه في ليلة القدر} هل يقصد القرآن الكريم؟ والقرآن نزل في عدّة أوقات
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: القرآن نزل على دفعتين نزل أول كاملاً إلى البيت المعمور وهو في ليلة ا...
ما الفرق بين كلمتي همَّاز وهُمَزة ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: قال الله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم : 11]. الهمّاز ...
ما هي الحكمة الإلهية من تعداد ذكر بعض القصص في القرآن الكريم في أكثر من سورة مثل قصة سيدنا موسى او قصة سيدنا آدم عليهما الصلاة والسلام؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: ذكرت قصص بعض النبيين عليهم الصلاة والسلام في أكثر من سورة من وجوه متعددة وبصياغات بلاغية وإبداعية مختصرة ومطو...
الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة