الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد:

• ذهب كثير من المفسرين والمؤرخين إلى أن نبي الله يوسف بن يعقوب، عليهما الصلاة والسلام، تزوج من السيدة (زليخا) التي كانت زوجة لعزيز مصر (إطفير) بعد وفاته وتمكين الله تعالى ليوسف عليه الصلاة و السلام

من هؤلاء المفسرين والمؤرخين 

(ابن كثير، والبيهقي، وابن رشد، والثعلبي، والطبري، والسيوطي) وغيرهم.

• ويجزم كثيرون بأن ملك مصر (الرَّيانُ بنُ الوليد) هو الذي زوج يوسف عليه الصلاة و السلام من (زليخا) بعد أن جعل يوسُفَ على خزائن الأرض عزيزا لمصر

• وقيل إن (زليخا) ولدت ليوسف عليه الصلاة و السلام 

ابنيه (أفراييم) و (منشا)

• وورد في زواج يوسف عليه الصلاة و السلام منها خبرٌ عن إمام السِّيَرِ والتاريخ المعروف : محمد بن إسحاق رحمه الله حيث يقول :

" لما قال يوسف للملك : 

(اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) 

قال الملك : قد فعلت ! 

فولاه فيما يذكرون عمل (إطفير) ، وعزل (إطفير) عما كان عليه 

يقول الله : (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) ، الآية .

قال : فذُكِرَ لي - والله أعلم - أن (إطفير) هَلَك في تلك الليالي ، وأن الملك الرَّيان بن الوليد ، زوَّج يوسف امرأة (إطفير) (راعيل)

وأنها حين دخلت عليه قال : أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين ؟ قال : فيزعمون أنها قالت : أيُّها الصِّدِّيق ، لا تلُمني ، فإني كنت امرأةً كما ترى حُسنًا وجمالاً ، ناعمةً في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك ، فغلبتني نفسي على ما رأيت .

فيزعمون أنه وجدَها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين : أفرائيم بن يوسف ، وميشا بن يوسف ، وولد لأفرائيم نون ، والد يوشع بن نون ، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام " انتهى .

رواه ابن أبي حاتم في [التفسير] (7/2161)، والطبري في [جامع البيان] (16/151) .

وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل ، وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات .

نقل ذلك السيوطي في [الدُّرِّ المنثور] (4/553)

الشيخ عبد الهادي الخرسة