logo
hero1hero2
logo
الرئيسيةفقه

ما هو حكم مصافحة المرأة من غير المحارم؟

ما حكم مصافحة المرأة الأجنبية؟

رقم السؤال: 667

تاريخ النشر: 16/12/2023

المشاهدات: 274

السؤال

ما هو حكم مصافحة المرأة من غير المحارم؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:


  • لَا يَجُوزُ مُلَامَسَةُ الرَّجُلِ بَشَرَةَ امْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ عَنْهُ، وَلَا خِلَافَ في ذَلِكَ عِنْدَ عُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تَدْعُو إلى ذَلِكَ ضَرُورَةٌ، كَتَطْبِيبٍ وَفَصْدٍ وَقَلْعِ ضِرْسٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ.


  • وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورَةِ شُيُوعُ العُرْفِ بِمُصَافَحَةِ النِّسَاءِ كَمَا يَتَوَهَّمُ بَعْضُ النَّاسِ، فَلَيْسَ للعُرْفِ سُلْطَانٌ في تَغْيِيرِ الأَحْكَامِ الثَّابِتَةِ بِالكِتَابِ أَو السُّنَّةِ.


  • فَقَدْ ذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالحَنَابِلَةُ وَالمَالِكِيَّةُ إلى تَحْرِيمِهَا، وَاسْتَدَلُّوا عَلَى تَحْرِيمِ مُصَافَحَةِ المَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ بِحَدِيثِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: وَاللهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى، وَمَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: «قَدْ بَايَعْتُكُنَّ» كَلَامَاً. رواه البخاري.


  • وَرُوِيَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ» أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ في الحَدِيثِ عَلَى التَّحْرِيمِ مَا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ الشَّدِيدِ لِمَنْ يَمَسُّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ، وَلَا شَكَّ في أَنَّ المُصَافَحَةَ مِنَ المَسِّ.


  • وَاسْتَدَلُّوا أَيْضَاً بِالقِيَاسِ عَلَى النَّظَرِ إلى المَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، فَإِنَّهُ حَرَامٌ بِاتِّفَاقِ الفُقَهَاءِ إِذَا كَانَ مُتَعَمِّدَاً، وَكَانَ بِسَبَبٍ غَيْرِ مَشْرُوعٍ. وَوَجْهُ القِيَاسِ أَنَّ تَحْرِيمَ النَّظَرِ لِكَوْنِهِ سَبَبَاً دَاعِيَاً إلى الفِتْنَةِ، وَاللَّمْسُ الذي فِيهِ المُصَافَحَةُ أَعْظَمُ أَثَرَاً في النَّفْسِ، وَأَكْثَرُ إِثَارَةً للشَّهْوَةِ مِنْ مُجَرَّدِ النَّظَرِ بِالعَيْنِ.


  • وَقَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَقَدْ قَالَ أَصْحَابُنَا: كُلُّ مَنْ حَرُمَ النَّظَرُ إِلَيْهِ حَرُمَ مَسُّهُ، بَلِ المَسُّ أَشَدُّ، فَإِنَّهُ يَحِلُّ النَّظَرُ إلى أَجْنَبِيَّةٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، وَلَا يَجُوزُ مَسُّهَا.


  • أَلَا يَكْفِي لِمَنْ أَرَادَ مَعْرِفَةَ حُكْمِ المُصَافَحَةِ للمَرْأَةِ مِنْ غَيْرِ المَحَارِمِ، أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ المَعْصُومُ المَحْفُوظُ الذي يَمْلِكُ إِرْبَهُ ـ أَيْ حَاجَتَهُ ـ مَا مَسَّتْ يَدَهُ يَدَ امْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ؟


  • وَنَحْنُ الذينَ غُمِسْنَا وَالعِيَاذُ بِاللِه تعالى بِالمُخَالَفَاتِ وَكَثْرَةِ الشَّهَوَاتِ نَقُولُ: مَا وَرَدَ حَدِيثٌ في النَّهْيِ؟


  • أَلَا يَكْفِينَا هَذَا الوَعِيدُ الشَّدِيدُ في قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ».


  • أَلَا يَكْفِينَا إِجْمَاعُ الأَئِمَّةِ سَلَفَاً وَخَلَفَاً عَلَى تَحْرِيمِ هَذَا؟


نَسْأَلُ اللهَ العِصْمَةَ وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. آمين آمين آمين.

 


 الشيخ أحمد شريف النعسان

أسئلة مقترحة

أبي رجل كبير في السن فوق ٨٢ ومريض بالقلب والسكر وضغط ... كل سنة من رمضان يصوم .. لكن هذه السنة نرى أن صحته أضعف من قبل وعدة أمور لا يتحملها ... فهل يجوز أن يفطر وندفع عنه كفارة .. ومتى يجب دفعها؟

الجواب

الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: أولاً: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي والدك ويطيل في عمره مع العمل والصال...

هل يجوز إعطاء الجزار أجرة الذبح جلد الأضحية؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَلَا يَجُوزُ إِعْطَاءُ الجِلْدِ للجَزَّارِ أُجْرَةً عَلَى ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ. لِمَ...

أب عنده بنت وخمسة ذكور يريد تقسيم الارث الشرعي مع حق الانتفاع مدى الحياة فما رأي الشرع بذلك؟ وكيف تتم القسمة شرعا بالأسهم؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: يجوز التقسيم بين الأولاد ذكورًا وإناثا على طريقتين : الأولى بالتسوية في العطاء، والثانية ...

ما حكم من كان في بلد لم يثبت فيه الصوم ودخل بلد ثبت فيه رمضان؟

الجواب

الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: خلاصة القول في رخصة الإفطار في السفر.. وقع الإجماع على جواز الإفط...

اسأل سؤالاً
footre

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد

جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024

تم التطوير بواسطةBMY