logo
hero1hero2
logo
الرئيسيةفقه

أنا أعمل طبيب اسنان وكما هو معلوم فإن مهنة طبيب الأسنان ذات تكاليف عالية وفي الوقت الحالي كثرت السرقة في مدينتي وكثر "السراقون" ويأتيتي احياناً مرضى أشك في كون أموالهم من السرقات .. فكيف أتعامل معهم ؟

هل يجوز أخذ أجرة عملي من رجل ماله حرام؟

رقم السؤال: 1412

تاريخ النشر: 3/1/2024

المشاهدات: 217

السؤال

أنا أعمل طبيب اسنان وكما هو معلوم فإن مهنة طبيب الأسنان ذات تكاليف عالية وفي الوقت الحالي كثرت السرقة في مدينتي وكثر "السراقون" ويأتيتي احياناً مرضى أشك في كون أموالهم من السرقات .. فكيف أتعامل معهم ؟

الجواب

الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:


  • القاعدة الفقهية تقول: (ما حَرُمَ لكسبه فهو حرام على الكاسب فقط ، دون من أخذه منه بطريق مباح)


  • وعملك هذا مباح مشروع وأخذك للأجرة جائز إن شاء الله تعالى, لكن إن كنت متيقناً أنه قد جاء بأمواله من السرقة المحضة فالورع رده ولا تنافي مع الأخلاق إذ لو كان لديه أخلاق لما سرق هو أصلاً.....ولعل رده يكون زجراً له عن سرقته....


  • لكن لو حدث وأخذت الأجرة من عملك المباح فهي مباحة إن شاء الله تعالى...


  • والأدلة على جواز أخذ الأجرة على العمل المباح إن كان المستفيد ذو مال مختلط أو محرم ما يلي:


  • أولاً:


  • ما رواه رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها فقيل: ألا نقتلها، قال: «لا»، فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم


  • وجه الدلالة أن الله عزو جل قال في اليهود: ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ )


  • فأخبر الله عزو جل عن اليهود أنهم يتعاملون بالربا ومع ذلك قبل النبي عليه الصلاة والسلام هدية اليهودية.


  • ثانياً:


  • ما رواه أحمد في مسنده وغيره عن ابن عباس، قال: (قبض النبي صلى الله عليه وسلم، وإن درعه مرهونة عند رجل من يهود على ثلاثين صاعا من شعير، أخذها رزقا لعياله )


  • وقال مخرجوا المسند إسناده على شرط البخاري .


  • وجه الدلالة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعامل مع اليهود وقبض وهو كذلك, وقد أخبر الله عنهم أنهم يأكلون الربا.


  • قال النووي في "المجموع" : ( يجوز معاملة من في ماله حلال وحرام إذا لم يعلم عين الحلال والحرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عامل اليهودي، ومعلوم أن اليهود يستحلون ثمن الخمر ويربون).


  • ثالثاً:


  • ما صح عن بعض الصحابة جواز الأكل ممن كان ماله محرماً فمنها:


  • ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن عبد الله بن مسعود قال: جاء إليه رجل فقال: إن لي جارا يأكل الربا، وإنه لا يزال يدعوني، فقال: «مهنؤه لك وإثمه عليه»


  • (ونقل تصحيح الإمام أحمد له ابن رجب في جامع العلوم والحكم).


  • وروى أيضاً في مصنفه عن سلمان الفارسي قال: «إذا كان لك صديق عامل، أو جار عامل، أو ذو قرابة عامل، فأهدى لك هدية أو دعاك إلى طعام، فاقبله، فإن مهنأه لك وإثمه عليه»


  • وبناءً على هذه الأدلة وغيرها أرى أنه يجوز لك أخذ هذه الأجرة وهي حلال إن شاء الله تعالى....


  • والله تعالى أعلم.




الأستاذ: مهند الملا

أسئلة مقترحة

ما حكم إن تلقى شخص هدية من شخص آخر أو من شركة أغلب ظنه أن هذا المال حرام. بعض البنوك الربوية تقدم مثلاً منح للطلبة المتفوقين ( متمثلة في مال و تكوين أكاديمي). بعض الشركات الميسر تقدم هدايا مجانية لمجموعة من الأشخاص ؟

الجواب

الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: لا يجوز تناول الحرام المحض. ولا بأس بالمخلوط وينوي حلاله. ...

ما حكم صوم الجنب وما هو معنى حديث ما ورد عن الشيخين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أصبح جنباً فلا صوم له).؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: أولاً : الحَدِيثُ رَوَاهُ البخاري بِهَذَا المَعْنَى، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِلَفْظِ: « مَ...

هل يجوز بيع جلد الأضحية ثم التصدق بثمنه على الفقراء؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: بَيْعُ شَيْءٍ مِنْ لَحْمِ أَو شَحْمِ أَو صُوفِ أَو شَعْرِ أَو وَبَرِ أَو لَبَنِ الأُضْحِيَةِ أَ...

فِي بَلْدَتِنَا اختِلَافٌ فِي تَقَاوِيمِ الْأَذَان ، فَأَيُّهَا نَعتَمِدُ فِي الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ ؟؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فِي الصِّيَامِ : نَعتَمِدُ أَذَانَ الْفَجرِ الْأَوَّل ، و أَذَانَ الْمَغرِبِ الْأَخِير وَفِي الصَّلَوَات...

اسأل سؤالاً
footre

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد

جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024

تم التطوير بواسطةBMY