الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• لا يجوز شرعاً حرمان وارث من إرثه ، لأن الميراث فريضة من الله محددة لكل وارث ..والبنات في حال وفاة الأب يرث الثلثين مما ترك ..و زوجته ترث الثمن ..والباقي يذهب للإخوة تعصيباً ، أي ما يعادل الربع يقسم بين إخوانه في حال وفاة والده .

• ثم إن الأعمار بيد الله ..فقد يموت جميع إخوانه قبله ..

• ومطالبته بحقه أمر مشروع ..وإن كان الأجدر بهم ان يؤدوا الحق بغير مطالبة .

• و أما عن تفكيره بأن لا أحد يسأل عليه إلا وقت حاجته ..فهذا تفكير منكوس وباب من أبواب وسوسة الشيطان .. لأن المؤمن الذي يسخّره الله لقضاء حاجات عباده سبحانه ..يورثه مقاماً رفيعاً بالآخرة ..

• حيث ورد أن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ،يقول المعروف لصاحبه في الآخرة قم فاقض حوائج الناس كما كنت تقضيها في الدنيا .. فأي خير يرتجيه افضل من هذا ؟

• وقد قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )

• وقال تعالى : (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ).

• ولما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا جبريل ..ما تأويل هذه الآية ؟" فقال حتى أسأل ، فصعد ثم نزل فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تصفح عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك .

• فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا ادلّكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة "؟ قالوا وما ذاك يا رسول الله ؟

قال : " تعفو عمن ظلمك . وتعطي من حرمك . وتصل من قطعك ".

• وما أرى استخارته تمت بشكلها الشرعي الصحيح ..بل غالباً إن فعلها فهو قام بها مع تصميم سابق عن انه سيفعل ما فعل .

• والله تعالى أعلم.

الأستاذ: أبو الفضل محمد