
ما صحة الوارد بعدم جواز الدعاء بـ( يا رب ) بل قل ( ربِ ) بلا ياء وأن السر البلاغي في ذلك أن ( يا ) النداء تستعمل لنداء البعيد، والله تعالى أقرب لعبده من حبل الوريد ؟
ما صحة الوارد بعدم جواز الدعاء بـ( يا رب ) بل قل ( ربِ ) بلا ياء
رقم السؤال: 244
تاريخ النشر: 29/11/2023
المشاهدات: 151
السؤال
ما صحة الوارد بعدم جواز الدعاء بـ( يا رب ) بل قل ( ربِ ) بلا ياء وأن السر البلاغي في ذلك أن ( يا ) النداء تستعمل لنداء البعيد، والله تعالى أقرب لعبده من حبل الوريد ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
- يصح الدعاء بـ "يا رب"، بالياء وبحذفها "رب"
- وكون إسقاط حرف النداء من آداب الدعاء لا يعني أن استعمال حرف النداء خطأ, أو مكروه؛ بل هي مقدرة، والمقدر كالمذكور ،
- ثانياً:
جاءت السنن والآثار ، متظاهرة ، باستعمال حرف النداء في الدعاء:
فمن ذلك ما أخرجه البخاري من دعاء إبراهيم ربه يوم القيامة " يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ ) ، وفي حديث الشفاعة الذي أخرجه البخاري ( ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأَقُولُ : أُمَّتِي يَا رَبِّ ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ ) ،
- وفي " صحيح مسلم ":
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ ) ,
- وأخرج مسلم أيضا من دعاء موسى عليه السلام لربه أن يدله على الخضر فقال : ( يَا رَبِّ فَدُلَّنِي عَلَيْهِ ) ، وفيه أيضامن دعاء عائشة رضي الله عنها : " يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي " ،
- وفي سنن أبي داود عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : " أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ، ثُمَّ دَعَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ ، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) ,
- وفي " سنن الترمذي " عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) ، وفي " مسند " أحمد رحمه الله تعالى عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( أَلِظُّوا بِـ" يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" ) .
الشيخ عبد الهادي الخرسة
أسئلة مقترحة
هل يجوز قول (اللهم اجعل سيدنا محمد أصدق قائل) ؟؟ وقد في وردِ ذلك دلائلِ الخيراتِ
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: المقصود أنه: أصدقِ قائلٍ عندَ ك...
148
في كتب الحنفية يذكرون أن الوقوف بعرفة يجب من الزوال إلى الغروب ويبقى وقته إلى فجر النحر لمن لم يأت قبل ذلك السؤال من تأخر عن وقت الزوال ساعة أو ساعتين أو حضر عند العصر هل عليه دم؟ والذي حضر بعد الغروب كم المدة التي يجب عليه البقاء فيها؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: من جاء إلى عرفة عصراً أ و قبل الغروب بقليل لا دم عليه بشرط أن ي...
129
بعت بيتًا في سوريَّة، وعندما قبضت الثَّمن أخرجت زكاة ذلك المال مقدَّمًا قبل حولان الحَول، ثمَّ حوَّلت باقي النُّقود لعملةٍ مختلفة نظرًا لإقامتي خارج البلد، وما زال المال نقدًا فهل تعتبر الزَّكاةُ مجزئةً هكذا؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: تقديم الزَّكاة عن الحول جائزٌ لعامٍ أو عامين على أكثر تقدير بشرط نيَّة الزَّكاة وق...
132
ما هو السر في فشل الحياة الزوجية في أكثر الأحيان؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: السِّـرُّ في فَشَلِ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ وَاضِحٌ وَمَعْلُومٌ، وَلَكِنَّنَا نَتَجَاهَلُ، الس...
276

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة