
أنا أعمل طبيب اسنان وكما هو معلوم فإن مهنة طبيب الأسنان ذات تكاليف عالية وفي الوقت الحالي كثرت السرقة في مدينتي وكثر "السراقون" ويأتيتي احياناً مرضى أشك في كون أموالهم من السرقات .. فكيف أتعامل معهم ؟
هل يجوز أخذ أجرة عملي من رجل ماله حرام؟
رقم السؤال: 1412
تاريخ النشر: 3/1/2024
المشاهدات: 482
السؤال
أنا أعمل طبيب اسنان وكما هو معلوم فإن مهنة طبيب الأسنان ذات تكاليف عالية وفي الوقت الحالي كثرت السرقة في مدينتي وكثر "السراقون" ويأتيتي احياناً مرضى أشك في كون أموالهم من السرقات .. فكيف أتعامل معهم ؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
- القاعدة الفقهية تقول: (ما حَرُمَ لكسبه فهو حرام على الكاسب فقط ، دون من أخذه منه بطريق مباح)
- وعملك هذا مباح مشروع وأخذك للأجرة جائز إن شاء الله تعالى, لكن إن كنت متيقناً أنه قد جاء بأمواله من السرقة المحضة فالورع رده ولا تنافي مع الأخلاق إذ لو كان لديه أخلاق لما سرق هو أصلاً.....ولعل رده يكون زجراً له عن سرقته....
- لكن لو حدث وأخذت الأجرة من عملك المباح فهي مباحة إن شاء الله تعالى...
- والأدلة على جواز أخذ الأجرة على العمل المباح إن كان المستفيد ذو مال مختلط أو محرم ما يلي:
- أولاً:
- ما رواه رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها فقيل: ألا نقتلها، قال: «لا»، فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وجه الدلالة أن الله عزو جل قال في اليهود: ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ )
- فأخبر الله عزو جل عن اليهود أنهم يتعاملون بالربا ومع ذلك قبل النبي عليه الصلاة والسلام هدية اليهودية.
- ثانياً:
- ما رواه أحمد في مسنده وغيره عن ابن عباس، قال: (قبض النبي صلى الله عليه وسلم، وإن درعه مرهونة عند رجل من يهود على ثلاثين صاعا من شعير، أخذها رزقا لعياله )
- وقال مخرجوا المسند إسناده على شرط البخاري .
- وجه الدلالة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعامل مع اليهود وقبض وهو كذلك, وقد أخبر الله عنهم أنهم يأكلون الربا.
- قال النووي في "المجموع" : ( يجوز معاملة من في ماله حلال وحرام إذا لم يعلم عين الحلال والحرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عامل اليهودي، ومعلوم أن اليهود يستحلون ثمن الخمر ويربون).
- ثالثاً:
- ما صح عن بعض الصحابة جواز الأكل ممن كان ماله محرماً فمنها:
- ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن عبد الله بن مسعود قال: جاء إليه رجل فقال: إن لي جارا يأكل الربا، وإنه لا يزال يدعوني، فقال: «مهنؤه لك وإثمه عليه»
- (ونقل تصحيح الإمام أحمد له ابن رجب في جامع العلوم والحكم).
- وروى أيضاً في مصنفه عن سلمان الفارسي قال: «إذا كان لك صديق عامل، أو جار عامل، أو ذو قرابة عامل، فأهدى لك هدية أو دعاك إلى طعام، فاقبله، فإن مهنأه لك وإثمه عليه»
- وبناءً على هذه الأدلة وغيرها أرى أنه يجوز لك أخذ هذه الأجرة وهي حلال إن شاء الله تعالى....
- والله تعالى أعلم.
الأستاذ: مهند الملا
أسئلة مقترحة
ما حكم ظهور المرأة أمام الخُنثى الَّتي لا تملك آلة الذَّكر ولا آلة الأنثى، لكنَّها قالت: إنَّها تميل للفتيات أكثر من ميلها للرِّجال؟ وهل يجوز لهذه الخُنثى مخالطة النِّساء في أعراسهنَّ وشؤونهنَّ؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: إن كان يظهر عليها علامةٌ أو أكثر من علامات النِّساء كانتفاخ الصَّدر أو نعومة الوجه فإنَّها ...
320
سيارة، سعرها (1000000) مليون، وفي حالة التقسيط يصير سعرها (1250000) مليون وربع، علما أن البنك هو الذي سيسدد (1000000)، ثم يطالبني البنك بإعادة المبلغ وقدره (1250000)، فهل تعتبر هذه الزيادة ربا؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: إن كان البنك سيسلمك المال بيدك، وتقضيه زيادة، فهو ربا . وأما إن كنت ستشتري، وتم الاتف...
292
هل كان الإمام البخاري مقلداً لمذهب الإمام الشافعي ؟؟ أم أنه كان مجتهداً صاحب رأي ؟؟ و هل كل أحاديث صحيح البخاري تؤيد ما ذهب إليه الإمام الشافعي في مذهبه ؟؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: • يقول الدكتور نور الدين عتر : " أما البخاري فكان في الفقه أكثر عمقا وغوصا، وهذا كتابه كتاب إمام مجتهد غوّ...
614
جوزي يطلب مني أن أغطي وجهي وعندما أذهب على بيت حماي يراني ابن حماي من دون غطاء الوجه هل هذا حرام مع الدليل؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: أولاً: ذهب جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية وأكثر الشافعية وابن قدامة من الحنابلة...
428

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة

