
ما حكم التعامل مع المسيحية كطبيب أو كوافيرة مع العلم أنهم لم يبدوا أي شيء يخالف الإسلام و أخلاقهم عالية؟
هل يجوز التداوي والتعامل مع غير المسلمين؟
رقم السؤال: 1242
تاريخ النشر: 31/12/2023
المشاهدات: 302
السؤال
ما حكم التعامل مع المسيحية كطبيب أو كوافيرة مع العلم أنهم لم يبدوا أي شيء يخالف الإسلام و أخلاقهم عالية؟
الجواب
- الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
- أولاً:
- ذهب جمهور الفقهاء: (الحنفية والمالكية وهو الأصح عند الشافعية) إلى أن المرأة الغير مسلمة كالرجل الأجنبي بالنسبة للمسلمة....
- فلا يجوز أن تنظر إلى بدنها، وليس للمسلمة أن تتجرد بين يديها، لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن}
- أي النساء المسلمات فلو جاز نظر المرأة الكافرة لما بقي للتخصيص فائدة...
- وفي مقابل الأصح عند الشافعية أنه يجوز أن ترى المرأة الغير مسلمة من المسلمة ما يبدو منها عند المهنة...
- وفي رأي آخر عندهم أنه يجوز أن ترى منها ما تراه المسلمة (أي ما عدا ما بين السرة والركبة) منها وذلك لاتحاد الجنس كالرجال .
- والمذهب عند الحنابلة أنه لا فرق بين المسلمة والذمية ولا بين المسلم والذمي في النظر...
- فعلى القول الثاني للشافعية وقول الحنابلة يجوز للمرأة المسلمة أن تتكشف أمام غير المسملة بشرط أن تأمن أن لا تصفها للأجانب...
- وعلى القول الأول لا ترى الغير مسملة من المسلمة إلا موضع الحاجة كالطبيبة وغيرها...
- ثانياً:
- يجوز التداوي والتعامل مع غير المسلمين من غير حرج فيما ليس بحرام في ديننا....
- قال ابن القيم في "بدائع الفوائد": (في استئجار النبي صلى الله عليه وسلم "عبد الله بن أريقط الدؤلي" هادياً في وقت الهجرة وهو كافر دليل على جواز الرجوع إلى الكافر في الطب والكحل والأدوية والكتابة والحساب والعيوب ونحوها ما لم يكن ولاية تتضمن عدالة ولا يلزم من مجرد كونه كافرا أن لا يوثق به في شيء أصلا فإنه لا شيء أخطر من الدلالة في الطريق ولا سيما في مثل طريق الهجرة)اهـ.
- قال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" نقلاً ابن تيمية: (إذا كان اليهودي أو النصراني خبيراً بالطب ثقة عند الإنسان جاز له أن يستطب كما يجوز له أن يودعه المال وأن يعامله كما قال تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك}.
- وفي الصحيح (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر استأجر رجلاً مشركاً هادياً خريتاً والخريت الماهر بالهداية وائتمنه على نفسه وماله وكانت خزاعة عيبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمهم وكافرهم)
- وقد روي (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يستطب الحارث بن كلدة وكان كافراً)
- وإذا أمكنه أن يستطب مسلماً فهو كما لو أمكنه أن يودعه أو يعامله فلا ينبغي أن يعدل عنه، وأما إذا احتاج إلى ائتمان الكتابي أو استطبابه فله ذلك ولم يكن من ولاية اليهود والنصارى المنهي عنها وإذا خاطبه بالتي هي أحسن كان حسنا فإن الله تعالى يقول: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} انتهى كلامه)اهـ
- فيجوز التداوي واستئجار والتعامل مع الكتابي خاصة إن كان أميناً ماهراً ثقة...
- والله تعالى أعلم.
- الأستاذ: مهند الملا
أسئلة مقترحة
سعيد يملك سيارة ومحمد سائق عليها، اتفقا على شركة بينهما بنسبة محددة لكل منهما، ارتكب السائق حادثا مع دراجة نارية كان الحق على سائقها وتوفي سائق الدراجة. فمن يتحمل الدية أو التعويض المالك أم السائق؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: عادة هناك تأمين إلزامي (كحد أدنى ضد الغير) للآليات جميعها، وشركة التأمين من يدفع التعويض. ف...
236
هل يجوز الصلاة للمرأة بالبنطال؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: إن كان البنطال فضفاضاً غير محجم للعورة فتجوز فيه الصلاة بالاتفاق لأن العورة لا تكون موصوفة ...
269
إذا نذر شخص بقلبه شيئا ولم يحرك لسانه هل ينعقد النذر ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: إذا لم ينذر بلسانه لا يعتد به فالنذر من أحكامه أنه لا ينعقد بمجرد النية فقط، أو بحديث النفس، بل لا بد من ا...
411
كانت تفطر أيَّامَ الدَّورة الشَّهريَّة من فترة طويلة تصل إلى عشر سنوات تقريبًا، ولم تقضِها، ولا تعلم عددها، وهي الآن نادمة أشدَّ النَّدم؛ فما هو الحلُّ؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: النَّدم مطلوبٌ لارتكابك الإثمَ بتأخير القضاء. وعليك حصر هذه الأيَّام حتَّى يغلب عل...
254

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة

